خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ١٢٣
روى محرز مولى أبي هريرة قال: مر نفر من عبد القيس بقبر حاتم فنزلوا قريبا منه. فقام إليه رجل يقال له: أبو الخيبري وجعل يركض برجله قبره ويقول: اقرنا. فقال بعضهم: ويلك ما يدعوك أن تعرض لرجل قد مات قال: إن طيئا تزعم أنه ما نزل به أحد إلا قراه. ثم أجنهم الليل فناموا. فقام أبو الخيبري فزعا وهو يقول: واراحلتاه فقالوا له: مالك قال: أتاني حاتم في النوم وعقر ناقتي بالسيف وأنا أنظر إليها ثم أنشدني شعرا حفظته يقول فيه:
* أبا الخيبري وأنت امرؤ * ظلوم العشيرة شتامها * * اتيت بصحبك تبغي القرى * لدى حفرة قد صدت هامها * * أتبغي لي الذم عند المبيت * وحولك طي وأنعامها * * فإنا سنشبع أضيافنا * ونأتي المطي فنعتامها * فقاموا وإذا ناقة الرجل تكوس عقيرا فانتحروها وباتوا يأكلون وقالوا قرانا حاتم حيا وميتا وأردفوا صاحبهم وانطلقوا سائرين وإذا برجل راكب بعيرا ويقود آخر قد لحقهم وهو يقول: أيكم أبو الخيبري قال الرجل: أنا. قال: فخذ هذا البعير أنا عدي بن حاتم جاءني حاتم في النوم وزعم أنه قراكم بناقتك وأمرني أن أحملك فشأنك والبعير ودفعه إليهم وانصرف. وإلى هذه القضية أشار ابن دارة الغطفاني في قوله يمدح عدي بن حاتم:
* به تضرب الأمثال في الشعر ميتا * وكان له إذ ذاك حيا مصاحبا * * قرى قبره الأضياف إذ نزلوا به * ولم يقر قبر قبله والدهر راكبا *
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»