تقدم من قوله إني لأمنحك الصدود أو من جملة إنني إليك لأميل. ولا يجوز الأول من حيث كان في ذلك الحكم لجواز الفصل بين اسم إن وخبرها بمعمول جملة أخرى أجنبي عنها فثبت بذلك أنه من الجملة الثانية وأنه منصوب بفعل محذوف دل عليه قوله: وإنني إليك لأميل أي: أقسم قسما وأضمر هذا الفعل وإنما سبق الجزء الأول من الجملة الثانية وهو اسم إن وهذا واضح.
وهذا البيت من قصيدة للأحوص الأنصاري يمدح بها عمر بن عبد العزيز الأموي. وأولها:
* يا بيت عاتكة الذي أتعزل * حذر العدا وبه الفؤاد موكل * إني لأمنحك الصدود وإنني............... البيت * ولقد نزلت من الفؤاد بمنزل * ما كان غيرك والأمانة ينزل * * ولقد شكوت إليك بعض صبابتي * ولما كتمت من الصبابة أطول) * (هل عيشنا بك في زمانك راجع * فلقد تفحش بعدك المتعلل * * فصددت عنك وما صددت لبغضة * أخشى مقالة كاشح لا يغفل * * ولئن صددت لأنت لولا رقبتي * أشهى من اللائي أزور وأدخل * * وتجنبي بيت الحبيب أحبه * أرضي البغيض به حديث معضل * وقال في آخرها يخاطب عمر بن عبد العزيز رحمه الله:
* وأراك تفعل ما تقول وبعضهم * مذق الحديث يقول ما لا يفعل * * وأرى المدينة حين كنت أميرها * أمن البريء بها ونام الأعزل * وهذا آخر القصيدة. وعاتكة هي بنت يزيد بن معاوية وكانت ممن يشبب بها من النساء.