خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٤٤
وقول كسرى: إذا أدبر الدهر عن قوم كفى عدوهم.
وأنشد بعده وهو) الشاهد التسعون وهو من شواهد سيبويه: الكامل * إني لأمنحك الصدود وإنني * قسما إليك مع الصدود لأميل * على أن قسما تأكيد للحاصل من الكلام السابق بسبب إن واللام يعني أن قسما تأكيد لما في قوله: وإنني مع الصدود لأميل إليك: من معنى القسم لما فيه من التحقيق والتأكيد من إن ولام التأكيد فلما كان في الجملة منهما تحقيق والقسم أيضا تحقيق صار كأنه قال: أقسم قسما.
وقال ابن خلف: الشاهد فيه أنه جعل قسما تأكيدا لقوله: وإنني إليك لأميل وقوله وإنني إليك لأميل جواب قسم فجعل قسما تأكيدا لما هو قسم.
وروى أبو الحسن: أصبحت أمنحك كأنه قال: أصبحت أمنحك الصدود ووالله إني إليك لأميل. وهم يحذفون اليمين وهم يريدونها ويبقون جوابها.
وفيه نظر من وجهين: الأول أن الجملة ليست جواب قسم محذوف. والثاني: أن المؤكد لا يحذف.
وجعل ابن السراج في الأصول التوكيد من جهة الاعتراض فقال: قوله قسما اعتراض وجملة هذا الذي يجيء معترضا إنما يكون تأكيد للشيء أو لدفعه لأنه بمنزلة الصفة في الفائدة يوضح عن الشيء ويؤكده.
وقال ابن جني في إعراب الحماسة: انتصاب قسم لا يخلو أن يكون بما
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»