خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٤٢
وأنت مفحم. قلت: أفأقول قال: نعم. فقلت أرجوزة. فلما سمعها قال لي: اسكت فض الله فاك.
فلما وصلنا إلى سليمان أنشده أرجوزتي فأمر له بعشرة آلاف درهم فلما خرجنا من عنده قلت له: أتسكتني وتنشده أرجوزتي فقال: اسكت ويلك فإنك أرجز الناس. فالتمست منه أن يعطيني نصيبا مما أخذه بشعري فأبى فنابذته فقال:
* لطالما أجرى أبو الجحاف * لهيئة بعيدة الأطراف * * يأتي على الأهلين والألاف * سرهفته ما شئت من سرهاف * * حتى إذا ما آض ذا أعراف * كالكودن المشدود بالإكاف * فأجبته بهذه الأرجوزة.
وفي كتاب مناقب الشبان وتقديمهم على ذوي الأسنان كان رؤبة يرعى إبل أبيه حتى بلغ وهو لا يقرض الشعر فتزوج أبوه امرأة تسمى عقرب فعادت رؤبة وكانت تقسم إبله على أولادها الصغار فقال رؤبة: ما هم بأحق مني لها إني لأقاتل عنها السنين وأنتجع بها الغيث. فقالت) عقرب للعجاج أسمع هذا وأنت حي فكيف بنا بعدك فخرج فزبرة وصاح به وقال له: اتبع إبلك ثم قال: الرجز * لطالما أجرى أبو الجحاف * في فرقة طويلة التجافي *
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»