خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٤٩
هو لك ثم خرج الأحوص وهو يقول في عروض قصيدة سليمان المذكورة يمدح عمر بن عبد العزيز:
* يا بيت عاتكة الذي أتعزل * حذر العدا وبه الفؤاد موكل * حتى انتهى إلى قوله:
* فسموت عن أخلاقهم فتركتهم * لنداك إن الحازم المتوكل * * ووعدتني في حاجتي فصدقتني * ووفيت إذ كذبوا الحديث وبدلواد * * ولقد بدأت أريد ود معاشر * وعدوا مواعد أخلفت إذ حصلوا * * حتى إذا ما صنعوا إليك برحلة * عجلى وعندك منهم المتحول * * وأراك تفعل ما تقول وبعضهم * مذق الحديث يقول ما لا يفعل * فقال له عمر بن عبد العزيز: ما أراك أعفيتني مما استعفيتك والأحوص وإن أغار على قصيدة سليمان فقد أربى عليه في الإحسان وكان كما قال ابن المرزبان وقد أنشد لابن المعتز قصيدته في مناقضة ابن طباطبا العلوي التي أولها:
* دعوا الأسد تكنس غاباتها * ولا تدخلوا بين أنيابها * وقال: أخذه من قول بعض العباسيين المتقدمين: ولكنه أخذه ساجا ورده عاجا. وغل قطيفة ورد ديباجا.
والمذق بكسر الذال المعجمة: من يخلط بكلامه كذبا من مذقت اللبن والشارب من باب قتل: إذا مزجته وخلطته.) وعاتكة بنت يزيد المذكورة هي زوجة عبد الملك بن مروان وكان شديد المحبة لها فغاضبته في بعض الأمور وسدت الباب الذي بينها وبينه فساءه ذلك وتعاظمه وشكاه إلى من يأنس به من خاصته فقال له عمر بن بلال الأسدي:
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»