خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٥٣
وقد أحببت أن أوردها هنا منتخبة مشروحة بشرح يوفي المعنى محبة في النبي صلى الله عليه) وسلم وهي هذه:
* خليلي ما أذني لأول عاذل * بصغواء في حق ولا عند باطل * بصغواء: خبر ما النافية وهي حجازية ولذا زيدت الباء. والصغو: الميل. وأصغيت إلى فلان: إذا ملت بسمعك نحوه. ولأول عاذل: متعلق بصغواء. وفي حق متعلق بعاذل أي: لا أميل بأذني لأول عاذل في الحق وإنما قيد العاذل بالأول لأنه إذا لم يقبل عذل العاذل الأول فمن باب أولى أن لا يقبل عذل العاذل الثاني فإن النفس إذا كانت خالية الذهن ففي الغالب أن يستقر فيها أول ما يرد عليها.
* خليلي إن الرأي ليس بشركة * ولا نهنه عند الأمور البلابل * أراد أن الرأي الجيد يكون بمشاركة العقلاء فإن لم يتشاركوا: بأن كانوا متباغضين لم ينتج شيئا والرأي ما لم يتخمر في العقول كان فطيرا. والنهنه بنونين وهائين كجعفر: المضيء والنير الشفاف الذي يظهر الأشياء على جليتها وأصله الثوب الرقيق النسج ومن شأنه أن لا يمنع النظر إلى ما وراءه وهو معطوف على شركة.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»