وقال لبيد بن ربيعة أيضا يرد على الربيع بن زياد حين ذكر جعفرا والوحيد (الوافر) * لست بغافر لبني بغيض * سفاهتهم ولا خطل اللسان * * سآخذ من سراتهم بعرضي * وليسوا بالوفاء ولا المداني * * فإن بقية الأحساب منا * وأصحاب الحمالة والطعان * * جراثيم منعن بياض نجد * وأنت تعد في الزمع الدواني * وأجابه النابغة الذبياني وقال (الوافر) * ألا من مبلغ عني لبيدا * أبا الدرداء جحفلة الأتان * * فقد أزجى مطيته إلينا * بمنطق جاهل خطل اللسان * وقول لبيد خطل اللسان يريد طول اللسان وسمي الأخطل لطول لسانه ويقال شاة خطلاء إذا كانت طويلة الأذنين والسراة الأشراف وقوله وليسوا بالوفاء إلخ أي سأنتقم من أشرافهم بسبب عرضي وإن لم يوفوا بعرضي ولا يدانوه والحمالة بالفتح تحمل الدية والجرثومة التراب المجتمع تجمعه الريح في أصول الشجر فيتلبد حتى يصير كأنه خلقة والزمع جمع زمعة بالتحريك وهي هنة زائدة في قوائم الشاة وقول النابغة جحفلة الأتان بدل من قوله لبيدأ وهو بتقديم الجيم على المهملة والأتان الحمارة وهي كلمة ذم وأزجى ساق ((تتمة)) المشهور في رواية هذا البيت * فساغ لي الشراب وكنت قبلا * أكاد أغص بالماء الحميم * قال العيني قائله عبد الله بن يعرب بن معاوية بن عبادة بن البكاء بن عامر وكان له ثأر فأدركه فأنشده انتهى ورواه الثعالبي والزمخشري
(٤٠٩)