خزانة الأدب - البغدادي - ج ١ - الصفحة ٣٨١
وهما من عذرة ويكنى أبا عمرو وهو أحد عشاق العرب المشهورين وكانت بثينه تكنى أم عبد الملك ولها يقول جميل * يا أم عبد الملك اصرميني * وبيني صرمك أو صليني * ويقال أيضا إنه جميل بن معمر بن عبد الله والجمال والعشق في عذرة كثير وعشق جميل بثينة وهو غلام صغير فلما كبر خطبها فرد! عنها فقال فيها الشعر وكان يأتيها وتأتيه ومنزلهما وأدي القرى فجمع له قومها جمعا ليأخذوه فحذرته بثينة فاستخفى وقال (الطويل) * ولو أن ألفا دون بثنة كلهم * غيارى وكل مزمعون على قتلي * * لحاولتها إما نهارا مجاهرا * وإما سرى ليل ولو قطعوا رجلي * وهجا قومها فاستعدوا عليه مروان بن الحكم وهو على المدينة من قبل معاوية فنذر ليقطعن لسانه فلحق بجذام فقال (الطويل) * أتاني عن مروان بالغيب أنه * مقيد دمي أو قاطع من لسانيا * * ففي العيس منجاة وفي الأرض مذهب * إذا نحن رفعنا لهن المثانيا * فأقام هناك إلى أن عزل مروان ثم انصرف إلى بلده ومن شعره فيها * علقت الهوى منها وليدا فلم يزل * إلى اليوم ينمي حبها ويزيد * * وأفنيت عمري] بانتظار نوالها * فباد بذاك الدهر وهو جديد * * فلا أنا مردود بما جئت طالبا * ولا حبها فيما يبيد يبيد * ويستجاد له قوله (الطويل)
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»