خزانة الأدب - البغدادي - ج ١ - الصفحة ٣٨٤
وسلم على النخلة لأنه معهد أحبابه وملعبه مع أترابه لأن العرب تقيم المنازل مقام سكانها فتسلم عليها وتكثر من الحنين إليها قال الشاعر (الخفيف) * وكمثل الأحباب لو يعلم العاذل * عندي منازل الأحباب * ويحتمل أن يكون كنى عن محبوبته بالنخلة لئلا يشهرها وخوفا من أهلها وأقاربها وعلى هذا الأخير اقتصر ابن أبي الإصبع في تحرير التحبير في باب الكناية قال ومن نخوة العرب وغيرتهم كنايتهم عن حرائر النساء بالبيض وقد جاء القرآن العزيز بذلك فقال سبحانه * (كأنهن بيض مكنون) * وقال امرؤ القيس (الطويل) * وبيضة خدر لا يرام خباؤها * تمتعت من لهو بها غير معجل * ومن مليح الكناية قول بعض العرب (الوافر) * ألا يا نخلة من ذات عرق * عليك ورحمة الله السلام * * سألت الناس عنك فخبروني * هنا من ذاك تكرهه الكرام * * وليس بما أحل الله بأس * إذا هو لم يخالطه الحرام * فإن هذا الشاعر كنى عن المرأة بالنخلة وبالهناة عن الرفث فأما الهناة فمن عادة العرب الكناية بها عن مثل ذلك وأما الكناية بالنخلة عن المرأة فمن ظريف الكناية وغريبها 1 ه وقال شراح أبيات الجمل وغيرهم بيت الشاهد لا يعرف قائله وقيل هو للأحوص والله أعلم
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»