وقال ابن هشام في مغني اللبيب أن وصلتها مبتدأ والظرف خبره وقال المبرد حقا مصدر لحق محذوفا وأن وصلتها فاعل 1 ه وقد استشكل النحاس قول الخليل أن التهدد هنا بمنزلة الرحيل بعد غد إلخ فقال وهذا مشكل وسالت عنه أبا الحسن فقال لأنك تقول أحقا أن تتهددوا وكذا أحقا أنك منطلق قال فحقا عنده ظرف كأنه قال أفي حق انطلاقك قال وحقيقته أزمن حق أنك منطلق مثل وأسأل القرية قال محمد بن يزيد لم يجز الخليل كسر إن هنا لأنه يكون التقدير إنك ذاهب حقا ثم تقدم ومحال أن يعمل ما بعد إن فيما قبلها ولو كان العامل فيها جاز فيه التقديم والتأخير نحو حقا ضربت زيدا ولا يجوز حقا زيد في الدار فلذلك اضطر إلى تقدير في وإن قلت أحقا أنك ذاهب جاز لأن العامل معنى 1 ه قال النحاس وسمعت أبا الحسن يقول نظرت في أحقا فلم أجد يصح فيه إلا قول سيبويه على حذف في 1 ه أراد بهذا الرد على الجرمي فإنه قال في هذا البيت ونحوه هو على التقديم والتأخير ولا يكون على ما قاله سيبويه من أنه ظرف لأن الظرف لم يجيء مصدرا في غير هذا وهذا الذي قاله قبيح من جهة أن ما ينتصب لدلالة الجملة عليه متقدم قال أبو علي في التذكرة هذا ليس بالحسن على أن سيبويه قال غير ذي شك أنه خارج وقولهم غير ذي شك فيه دلالة على جواز نصب حقا على الظرف ألا ترى أنه إنما أجاز تقديمه حيث كان غير ذي شك بمنزلة حقا وفي معناه فلولا أن حقا في معنى الظرف عندهم لم يستعملوا تقديم ما كان في معناه إذ العامل إذا كان معنى لم يتقدم عليه معموله فلولا أن حقا بمنزلة الظرف لما تقدم على العامل فيه وهو معنى ويؤكد ذلك أيضا قولهم أكبر ظني أنك منطلق فإجراؤهم إياه مجرى الظرف يدل على أن حقا أيضا قد أجرى مجرى الظرف إذ كانا متقاربي المعنى وقد أجرى الجرمي هذه الأبيات التي أنشدها سيبويه على أنها محمولة على المصدر وأن ما بعد المصدر محمول على الفعل أو على المصدر
(٣٨٦)