وروى أنقاء العرادة بفتح الهمزة وبالنون جمع نقو بالكسر وهو كل عظم ذي مخ يعني ظلعها وصل إلى عظامها وروى أيضا إرقال العرادة بكسر الهمزة وبالقاف وهو السير السريع وهو مفعول والظلع فاعل قال ابن الأنباري الظلوع في الإبل بمنزلة الغمز أي العرج اليسير يقال ظلع يظلع بفتحهما ظلعا وظلوعا ولا يكون الظلوع في الحافر إلا استعارة يقول فاتني حزيمة وما بيني وبينه إلا قدر إصبع وأورد الشارح هذا البيت في باب الإضافة على أن فيه حذف ثلاثة مضافات أي جعلتني ذا مقدار مسافة إصبع والأولى تقدير مضافين أي ذا مسافة إصبع كما قدر ابن هشام في مغنى اللبيب فإن المسافة معناها البعد والمقدار لا حاجة إليه والمسافة وزنها مفعلة أي محل السوف وهو الشم وكان الدليل إذا سلك الطرق القديمة المهجورة أخذ ترابها فشمه ليعلم أعلى قصد هو أم على جور وإنما يقصد بشم التراب رائحة الأبوال والأبعار فيعلم بذلك أنه مسلوك وكذلك أورده صاحب الكشاف عند قوله تعالى * (فكان قاب قوسين) * قال فيه حذف مضافين كما في هذا البيت لكن تقديره مقدار مسافة إصبع يحتاج إلى تأويل لصحة الحمل وقوله أمرتكم أمري إلخ اللوى بالقصر هو لوى الرمل أي منقطعة حيث ينقطع ويفضي إلى الجدد ومنعرجه حيث انثنى منه وانعطف وإنما قال بمنعرج اللوى ليعلم أين كان أمره إياهم كما قال الآخر (الكامل) * ولقد أمرت أخاك عمرا أمره * فأبى وضيعه بذات العجرم * وهذا البيت من شواهد سيبويه أورده الشارح أيضا في باب الاستثناء على أن نصب المستثنى في مثله قليل وقال الخليل مضيعا حال وجاز تنكير ذي الحال لكونه عاما كأنه قال للمعصي أمره مضيعا وبهذا يسقط قول الأعلم حيث قال
(٣٧٥)