يوما من أن تجن إن لم يعلق عليها عوذها من نغم الطلاب والزوار وقوله يجن جنونها إنما يريد يجن صحتها أي يصير بدل صحتها جنون لكنه سماها بما يؤول إليه كما يقال خرجت خوارجه وكذلك عطاياه أي أمواله التي تصير عطاياه فسماه بما يؤول إليه وقال الصولي مما أنكر أبو العباس ابن المعتز من رديء طباقة قوله تكاد عطاياه البيت وفيه استعارة فقال ولم يجن جنون عطاياه انتظارا للطلب بل يبدأ بالعطاء ويستريح وفيه قبح لم يعودها بنغمة طالب يعطبها ليغر طالب وفي هذا الآعتراض نظر فإن مراده أنه أغنى الناس فلم يبق طالب إلا نادرا فإذا أبطأ طالب المعروف جنت عطاياه شوقا إليه فتأمل ومنها وهو مما يستجاد * يرى أقبح الأشياء أوبة آمل * كسته يد المأمول حلة خائب * * وأحسن من نور يفتحه الندى * بياض العطايا في سواد المطالب * * إذا ألجمت يوما لجيم وحولها * بنو الحصن نجل المحصنات النجائب * * فإن المنايا والصوارم والقنا * أقاربهم في الروع دون الأقارب * * جحافل لا يتركن ذا جبرية * سليما ولا يحربن من لم يحارب * * يمدون من أيد عواص عواصم * تصول بأسياف قواض قواضب * و لجيم بالتصغير أبو عجل جد أبي دلف والحصن هو ثعلبة بن عكابة وبنو الحصن أعمامه (الطويل) * إذا افتخرت يوما تميم بقوسها * فخارا على ما وطدت من مناقب * * فأنتم بذي قار أمالت سيوفكم * عروش الذين استرهنوا قوس حاجب * قال الإمام المرزوقي يعني بالقوس قوس حاجب بن زرارة رهنها عند كسرى
(٣٤٤)