وكان السبب في ذلك أن النبي كان دعا على مضر وقال اللهم أشدد وطأتك على مضر وأبعث عليهم سنين كسني يوسف فتوالت الجدوبة عليهم سبع سنين فلما رأى حاجب الجهد على قومه جمع بني زرارة وقال إني أزمعت على أني آتي الملك يعني كسرى فأطلب أن يأذن لقومنا فيكونوا تحت هذا البحر حتى يحيوا فقالوا رشدت فافعل غير أنا نخاف عليك بكر بن وائل فقال ما منهم وجه إلا ولي عنده يد إلا ابن الطويلة التيمي وسأداويه ثم ارتحل فلم يزل ينتقل في الإتحاف والبر من الناس حتى انتهى إلى الماء الذي عليه ابن الطويلة فنزله ليلا فلما أضاء الفجر دعا بنطع ثم أمر فصب عليه التمر ثم نادى حي على الغداء فنظر ابن الطويلة فإذا هو بحاجب فقال لأهل المجلس أجيبوه وأهدى إليه جزرا ثم ارتحل فلما بلغ كسرى شكا إليه الجهد في أموالهم وأنفسهم وطلب أن بأذن لهم فيكونوا في حد بلاده فقال أنتم معشر العرب أهل غدر فإذا أذنت لهم عاثوا في الرعية وأغاروا قال حاجب إني ضامن للملك أن لا يفعلوا قال فمن لي بأن تفي أنت قال أرهنك قوسي فلما جاء بها ضحك من حوله فقال الملك ما كان ليلمسها اقبضوها منه ثم جاءت مضر إلى النبي بعد موت حاجب فدعا لهم فخرج أصحابه إلى بلادهم وارتحل عطارد بن حاجب إلى كسرى يطلب قوس أبيه فقال ما أنت بالذي وضعتها قال أجل إنه هلك وأنا ابنه وفي للملك قال ردوا عليه وكساه حلة فلما وفد إلى النبي أهداها إليه فلم يقبلها فباعها من يهودي بأربعة آلاف درهم فصار ذلك فخرا ومنقبة لحاجب وعشيرته فيقول أبو تمام إذا افتخرت تميم بذلك فأنتم قتلتم الذين كسبوهم هذا المجد مما ارتهنوه وهدمتم عزهم وإنما يعني وقعة ذي قار حين
(٣٤٥)