قتلت بنو شيبان العجم ونكلوا فيهم وكان رئيسهم سيار بن حنظلة العجلي وأبو دلف عجلي فلذلك خاطبه بهذا 1 ه وقد لمح بعضهم إلى قوس حاجب بقوله في مليح قلندري قد حلق حاجبه فقال (الطويل) * حبيبي بحق الله قل لي ما الذي * دعاك إلى هذا فقال مجابي * * وعدت بوصل العاشقين تعطفا * فلم يثقوا واسترهنوا قوس حاجبي * ولما أنشد أبو تمام أبا دلف هذه القصيدة استحسنها وأعطاه خمسين ألف درهم وقال والله إنها لدون شعرك ثم قال له والله ما مثل هذا القول في الحسن إلا ما رثيت به محمد بن حميد الطوسي فقال وأي ذلك أراد الأمير قال الرائية التي أولها (الطويل) * كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر * وليس لعين لم يفض ماؤها عذر * وددت والله أنها لك في قال بل أفدي الأمير بنفسي وأكون المقدم قبله فقال إنه لم يمت من رثي بهذا الشعر و أبو تمام الطائي هو حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الأشج بن يحيى ابن مروان بن مر بن سعد بن كاهل بن عمرو بن عدي بن عمرو بن الغوث بن طيئ ولد في جاسم بالجيم والسين المهملة وهي قرية من قرى الجيدور بفتح الجيم وسكون المثناة التحتية وهو إقليم من دمشق في آخر خلافة الرشيد سنة تسعين ومائة وقيل غير ذلك ونشأ بمصر واشتغل إلى أن صار أوحد عصره كان
(٣٤٦)