خزانة الأدب - البغدادي - ج ١ - الصفحة ٣٣٣
اللخمي في شرح فصيح ثعلب هو عند العرب الإبل والبقر والغنم ولا يقال للذهب والفضة مال وإنما يقال لهما ناض وأقله ما تجب فيه الزكاة وما نقص عن ذلك فليس بمال وحكى أبو عمر صاحب الياقوتة المال الصامت والناطق فالصامت الدنانير والدراهم والجواهر والناطق البعير والبقرة والشاة قال ومنه قولهم ماله صامت ولا ناطق ومنهم من أوقع المال على جميع ما يملكه الإنسان وهو الصحيح انتهى ويشهد للقول الأخير قوله تعالى * (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم وهذا لا يخص شيئا دون شيء والنشب بالشين المعجمة قيل بمعنى جميع ما يملك بمعنى المال وقيل المال الأصيل الثابت بمعنى العقار كالدور والضياع مأخوذ من نشب الشيء إذا ثبت في موضع لزومه فعلى الأول يكون من عطف المترادفين للتوكيد وعلى الثاني يكون من عطف الخاص على العام وإن فسر المال بغير القول الأخير كان من عطف المتقابلين وقال الأعلم قد قيل إن النشب هنا جميع المال فيكون عطفه على الأول مبالغة وتوكيدا وسوغ ذلك اختلاف اللفظين وهذا كلامه فتأمله وهذه رواية سيبويه في كتابه ولم يختلفوا فيه ورواه الهجري في نوادره ذا نسب بالسين المهملة قال اللخمي وأبو الوليد الوقشي فيما كتبه على كامل المبرد هذا هو الصحيح لأنه لا معنى لإعادة ذكر المال وإنما يقول تركتك غنيا حسيبا يخاطب ابنه وقد نسب السيوطي في شرح أبيات المغني هذا الكلام لابن السيد البطليوسي فيما كتبه على الكامل وهذا لا أصل له فإنه لم يكتب عليه هنا شيئا وإنما كتب ما يقارب هذا في أبيات الجمل وقد ورد هذا البيت في شعرين أحدهما في شعر أعشى طرود والثاني في شعر اختلف في قائله أما الأول فقد نقله الآمدي في المؤتلف والمختلف وأبو محمد الأعرابي في فرحة الأديب وهو (البسيط)
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»