والقطامي أخذ معناه من عدي بن زيد العبادي حيث قال (السريع) * قد يدرك المبطئ من حظه * والخير قد يسبق جهد الحريص * وعدي نظر إلى قول جمانة الجعفي (الطويل) * ومستعجل والمكث أدنى لرشده * ولم يدر في استعجاله ما يبادر * ومن التوليد توليد بديع من بديع كقول أبي تمام (الطويل) * لها منظر قيد النواظر لم يزل * يروح ويغدو في خفارته الحب * فإنه ولد قوله قيد النواظر من قول امرئ القيس قيد الأوابد لأن هذه اللفظة التي هي قيد انتقلت بإضافتها من الطرد إلى النسيب فكأن النسيب تولد من الطرد وتناول اللفظ المفرد لا يعد سرقة وإنما سقنا هذا الفصل برمته لغرابته وقلما يوجد في موضع آخر وقول أبي تمام على مثلها من أربع ضمير مثلها مفسر بالتمييز المجرور بمن والأكثر أن يكون التمييز مفسرا لضمير نعم وبئس ورب قال ابن هشام في المغني والزمخشري يفسر الضمير بالتمييز في غير بابي نعم ورب وذلك أنه قال في فسواهن سبع سماوات الضمير في فسواهن ضمير مبهم وسبع سماوات تفسيره كقولهم ربه رجلا ولولا تشبيهه بربه رجلا لحمل على البدل والأربع جمع ربع بالفتح وهو محلة القوم ومنزلهم والملاعب جمع ملعب وهو موضع اللعب وتذال مبني للمجهول مضارع أذاله بمعنى إهانة وهو متعدي ذال الشيء ذيلا هان والثابت في نسخ ديوانه وشروحه أذيلت والمصونات من الصون وهو خلاف الابتذال والسواكب المنصبة فإن سكب يأتي لازما يقال سكب الماء سكبا وسكوبا أنصب ويأتي متعديا يقال سكب زيد الماء قال الإمام أبو بكر بن يحيى الصولي في شرحه قد أنكر بعضهم مصونات الدموع السواكب وقال كيف يكون من السواكب ما هو مصون وإنما أراد أبو تمام أذيلت مصونات الدموع التي هي الآن سواكب
(٣٤٢)