خزانة الأدب - البغدادي - ج ١ - الصفحة ٣٣٩
وأمه أهوازية اسمها جلبان وكان أبوه من أهل دمشق من جند مروان الحمار انتقل إلى الأهواز للرباط فتزوجها وقدم أبو نواس بغداد مع والبة بن الحباب الشاعر وبه تخرج وعرض القرآن على يعقوب الحضرمي وأخذ اللغة عن أبي زيد الأنصاري وأبي عبيدة ومدح الخلفاء والوزراء وكان في الشعر من الطبقة الأولى من المولدين قال أبو عبيدة أبو نواس للمحدثين مثل امرئ القيس للمتقدمين وشعره عشرة أنواع وهو مجيد في الكل وما زال العلماء والأشراف يروون شعره ويتفكهون به ويفضلونه على أشعار القدماء وقال أبو عمرو الشيباني لولا أن أبا نواس أفسد بهذه الأقذار يعني الخمور لا حتججنا به لأنه كان محكم القول لا يخطئ وديوان شعره مختلف لاختلاف جامعيه فإنه أعتنى بجمعه جماعة منهم أبو بكر الصولي وهو صغير ومنهم علي بن حمزة الأصبهاني وهو كبير جدا وكلاهما عندي ولله الحمد على نعمة ومنهم إبراهيم بن أحمد الطبري المعروف بتوزون ولم أره إلى الآن * * وأنشد بعده وهو الشاهد الرابع والخمسون (الطويل) * على مثلها من أربع وملاعب * تذال مصونات الدموع السواكب [ * على أنه لما أنشد المصراع الأول عارضه شخص فقال لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فانخزل منه وترك الإنشاد لأن تقديم الخبر في مثله يوهم الدعاء
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»