أنشد فيه وهو الشاهد الأربعون (الطويل) * جزى ربه عني عدي بن حاتم * جزاء الكلاب العاويات وقد فعل * على أن الأخفش وابن جني قد أجازا اتصال ضمير المفعول به بالفاعل مع تقدم الفاعل لشدة اقتضاء الفعل للمفعول به كاقتضائه للفاعل أقول وممن ذهب مذهبهما أبو عبد الله الطوال من الكوفيين وابن مالك في التسهيل وشرحه وأطال في الرد عليه الشاطبي في شرح الألفية ونصر الإمام عبد القاهر الجرجاني مذهب الأخفش في المسائل المشكلة قال الفناري في حاشية المطول وذهب بعضهم إلى عدم إخلال الإضمار قبل الذكر بالفصاحة مستندا بأن عبد القاهر قدوة في فن البلاغة وهو المرجع فيها وكلامه حجة مطلقا وقد بين ابن جني مذهبة في الخصائص فقال وأجمعوا على أن ليس بجائز ضرب غلامه زيدا لتقدم المضمر على مظهره لفظا ومعنى وقالوا في قول النابغة * جزى ربه عني عدي بن حاتم * إن الهاء عائدة على عدي خلافا على الجماعة فإن قيل الفاعل رتبته التقدم والمفعول رتبته التأخر فقد وقع كل منهما الموقع الذي هو أولى به فليس لك أن تعتقد في الفاعل إذا وقع مؤخرا أن موضعه التقديم فإذا وقع مقدما فقد أخذ
(٢٧٣)