وهو واضع علم النحو بتعليم علي رضي الله عنه وكان من وجوه شيعته واستعمله على البصرة بعد ابن عباس وقبل هذا كان استعمله عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما وتوفي فيما ذكره المدائني في الطاعون الجارف في سنة تسع وستين وله خمس وثمانون سنة وقيل مات قبل ذلك قال الجاحظ أبو الأسود الديلي معدود في طبقات من الناس وهو فيها كلها مقدم ومأثور عنه الفضل في جميعها كان معدودا في التابعين والفقهاء والمحدثين والشعراء والأشراف والفرسان والأمراء والدهاة والنحويين والحاضرين الجواب والشيعة والبخلاء والصلع الأشراف والبخلاء الأشراف وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى كان أبو الأسود كاتبا لابن عباس على البصرة وهو الذي يقول (الكامل) * وإذا طلبت من الخلائق حاجة * فادع الإله وأحسن الأعمالا * * فليعطينك ما أراد بقدرة * وهو اللطيف إذا أراد فعالا * * إن العباد وشأنهم وأمورهم * بيد الإله يقلب الأحوالا * * فدع العباد ولا تكن بطلابهم * لهجا تضعضع للعباد سؤالا * وفي الأغاني بسنده إلى ابن عياش قال خطب أبو الأسود امرأة من عبد القيس يقال لها أسماء بنت زياد فأسر أمرها إلى صديق له من الأزد يقال له الهيثم بن زياد فحدث به ابن عم له كان يخطبها وكان لها مال عند أهلها فمشى ابن عمها الخاطب لها إلى أهلها الذين مالها في أيديهم فأخبرهم خبر أبي الأسود وسألهم أن يمنعوها من نكاحه ومن مالها الذي في أيديهم ففعلوا ذلك وضاروها حتى تزوجت ابن عمها فقال أبو الأسود في ذلك (الطويل) * لعمري لقد أفشيت يوما فخانني * إلى بعض من لم يخش سرا ممنعا * * فمزقه مزق العمى وهو غافل * ونادى بما أخفيت منه فأسمعا * * فقلت ولم أفحش لعا لك عاثرا * وقد يعثر الساعي إذا كان مسرعا *
(٢٧٧)