منه وهو على ذلك مأجور وكل نقصان في البصر نقصان في الدين وقيل إن الرمد غم يصيبه من جهة الولد وكذلك لو رأى أنه يداوى عينه فإنه يصلح دينه فان رأى أنه يكتحل فإن كان ضميره في الكحل لاصلاح البصر فإنه يتعاهد دينه بصلاح وإن كان ضميره للزينة فإنه يأتي في دينه أمرا يتزين به فان أعطى كحلا أصاب مالا وهو نظير الرقيق فان رأى أن بصره دون ما يظن الناس به ويرى أنه قد ضعف وكل وليس يعلم الناس بذلك فان سريرته في دينه دون علانيته وإن رأى أن بصره أحد وأقوى مما يظن الناس به فان سريرته خير من علانيته فان رأى بجسده عيونا كثيرة فهو زيادة في الدين فان رأى لقلبه عينا يبصر بها فهو صالح في دينه وقيل إن صلاح العين وفسادها فيما تقر به العين من مال أو ولد أو علم أو صحة جسم، وأما العور فان رأى رجل مستور أنه أعور دل على أنه رجل مؤمن صادق في شهادته وإن كان صاحب الرؤيا فاسقا فإنه يذهب نصف دينه أو يرتكب ذنبا عظيما أو يناله هم أو مرض يشرف منه على الموت وربما يصاب في نفسه أو في إحدى يديه أو في ولده أو في امرأته أو أخيه أو شريكه أو زوال النعمة عنه لقوله تعالى ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين فإذا ذهبت العين زالت النعمة ومن رأى كأن عينيه فقئتا فإنه يصاب بشئ مما تقر به
(٢٠٣)