من باب عطف الخاص على العام، والا فالامر واحد: وهو كونهم طرفا في الحرب مع المسلمين.
ولم يعترف الاسلام بباقي مصادر الرق: من كون الرقيق جاء من العجز عن وفاء الدين، أو الخطف، أو الجريمة، إلى آخر ما هنالك من مصادر عند الشعوب التي تسترق بتلك الأسباب. والحقيقة - كما ذكرنا سابقا - ان الرقيق في الاسلام انما هو معاقب مؤقتا، ثم ينتهي عقابه بالعتق الذي له الاسلام أبوابا كثيرا.
تعقيب: والآن وقد عرفنا مصدر الرق فدعنا نتبين روح الاسلام الرحيمة التي ان أدخلتهم في الرق مؤقتا لتذبهم وتدمجهم في المجتمع الاسلامي والا فهم من نفس الطينة التي خلق منها الآخرون ولا فرق في ذلك، وفيه تقول الآية مخاطبة كافة البشر: (ألم نخلقكم من ماء مهين) المرسلات 20، وتحث السنة النبوية من يملك الرقيق على الالتفات إلى أنه كان يمكن ان يكون العكس فيملكونكم ولا تملكونهم فانظروا كيف كنتم تحبون ان تعاملوا لو كنتم أنتم الرقيق فاستمع لقول النبي صلى الله عليه وآله:
(اتقوا الله فيما ملكت ايمانكم، أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم من العمل ما لا يطيقون، فما أحببتم فامسكوا، وما كرهتم فبيعوا، فان الله ملككم إياهم ولو شاء لملكهم إياكم) (1).
بربك هل رأيت موفقا أروع وأشد تعبيرا من هذه العبارة، انها روح محمد التي رتبها السماء وحملتها من الحنان ما يغرق الدنيا بما فيها