ودفاعا عن جماعة تدين لها بعض الأجيال، وبعض الأقطار بالدخول في الاسلام، أو البقاء عليه) واكد فيه ان الجناية على التصوف جاءت من قبل المصطلح وكثيرا ما يجنى على الأفكار والمفاهيم بسبب المصطلحات.
والواقع انه إذا كان يقصد من الصوفية التأكيد على الجانب الروحي والمضمون الداخلي الباطن، وكثرة العبادة، والزهد في الدنيا، ومجاهدة النفس، وذكر الله كثيرا. لذلك تكون المنظمات الروحية القائمة على هذا الأساس داخل الإطار الاسلامي شريعة، وأخلاقا فكل هذا من الاسلام حث عليه الاسلام وربى أجيالا عليه وأما إذا كان يقصد من الاتجاه الصوفي هذا الاتجاه الذي نعرفه في التاريخ الاسلامي والذي نضج في القرنين الثالث والرابع الهجريين فهو اتجاه ينطوي على بعض نقاط الضعف من الناحية الاسلامية وانتهت به - عند بعض الصوفيين - إلى انحرافات واضحة، لسنا ننكر من هذا الاتجاه كثرة العبادة، وعملية التحرير الداخلي للنفس من أسر الشهوة، والرضى والتوكل، فقد قلنا ان هذا كله من الاسلام انما ننكر منه كاتجاه تربوي أمرين الأول:
انه يركز على التربية الروحية والعلاقة بالله منعزلا عن التأكيد على الجوانب الأخرى الضرورية في الشخصية الاسلامية، والعمل التربوي الاسلامي يجب ان يهتم ببناء الشخصية الاسلامية مضمونا، من حيث العلاقة بالله وحبه وخوفه ورجائه.. الخ، واطارا، من حيث الخلق والانفتاح الاجتماعي والعطاء والجهاد في سبيل الله، ومعرفة أحكام الشريعة، ومفاهيمها.. ولا يركز على جانب دون آخر.. وبالخصوص فأن التأكيد على التربية الروحية عبر الرياضات، والأفكار، والمجاهدات - باعتبار ان التعامل مع الغيب