النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٥٢
يصعب على الانسان ان يكون مستقيما فيه من دون نهج إلهي يسير عليه في ذلك بمعزل عن الجوانب الاسلامية الأخرى من السهل أن ينتهي إلى الانحراف والخروج عن خط الاسلام السلوكي والفكري في الحياة كما سوف نلاحظ ذلك في النتائج التي انتهت إليها الصوفية.. (الثاني) ان (هدف) التصوف لم يكن بناء الانسان العابد المطيع لله تعالى، الملتزم بشريعته المنزلة منه إلى عباده هدى، ونورا، ونهجا، وحياة، وانما كان هدفه الوصول إلى (مذاقات الاتصال بالوجود المطلق) و (الفناء) في الحقيقة المطلقة (الله)، أو ادراك الحقائق ادراكا بالعيان، والقلب، و (الكشف)، و (العرفان) وغير ذلك من المعاني التي ان صحت من الناحية العلمية، ولم تكن أوهاما ضائعة، فهي لا تصح هدفا لعمل تربوي واسع ينطلق من الاسلام وللاسلام..
ونتيجة لنقطتي الضعف هاتين في الاتجاه الصوفي، برزت انحرافات عديدة عند الكثير من أهل التصوف على امتداد تأريخه الطويل، وهذه الانحرافات يتنكر بعض المتصوفة لبعضها ويتنكر بعض آخر منهم لبعض آخر منها ولكننا نعتبرها نتيجة طبيعية لروح ومضمون الاتجاه الصوفي.. ومن هنا لم يخل من بعض هذه الانحرافات حتى التصوف السني الذي يمثله الغزالي.. وفي (كتابه احياء علوم الدين) والذي يعتبر أقربها إلى الشريعة.
وترجع الانحرافات التي ابتلي بها الاتجاه الصوفي إلى انحرافات في الممارسات، وانحرافات في النتائج والأفكار، ومن هذه الانحرافات العزلة، وتطليق الحياة الاجتماعية وممارسة السماع والرقص، والحزن، وتعطيل
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»