النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٤٨
من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفونني فيهما؟).
والرجوع إلى المقاييس التي وضعها الاسلام في معرفة مفاهيمه وعقائده وتشريعاته امر طبيعي لأننا لا يمكن ان نتعرف على أفكار أي شخص أو جهة الا من خلال ما يعد من أساليب وطرق في تحديد أفكاره ومواقفه ومن خلال ما يضعه من مقاييس في معرفتها.
والتصور الفكري والثقافي عن القرآن الكريم والسنة المطهرة - قولا وفعلا وتقريرا - والاحتكام إليهما في الخلافات لا يتم إلا بشرطين:
(1) الجهد الفكري بالتتبع والاستقراء لكل ما يتصل بالمسألة من آية، أو حديث، أو رواية، أو موقف. وعدم تسجيل المواقف، واتخاذ القرارات الفكرية الا بعد الدراسة الجادة، والتتبع المناسب لهذين المصدرين الأساسيين.
(2) الانفتاح النفسي على الكتاب والسنة وأن تكون لدى الباحث فيهما (روح التلقي) منها، وعدم التجاسر، والتأويل والتدخل من خلال فرض الأهواء والمسبقات. فان (المؤمن أخذ دينه عن ربه ولم يأخذه عن رأيه) كما ورد عن أمير المؤمنين (ع) وعن الإمام الباقر (ع) في خبر صحيح: (والله إن أحب أصحابي إلي أورعهم وأفقههم واكتمهم لحديثنا، وان أسوأهم عندي حالا.. وأمقتهم الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يقبله. اشمأز منه وجحده وكفر من دان به وهو لا يدري
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»