الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ١٢٤
الشهادة أيضا، وكلما كانت درجات الخلوص أكثر كان ثواب هذا الرجل أكثر، ويمكن أن يرفع الإخلاص قيمة عمل ما إلى حد يكون أفضل من الدنيا والآخرة.
- إخلاص علي (ع):
يقول الرسول الأكرم (ص):
" ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين " (3).
ذلك السيف الذي ضرب فيه أمير المؤمنين (ع) رأس عمرو بن عبد ود وتلك الضربة ثوابها أفضل من عبادة الجن والإنس، أي لو جعلنا عبادة جميع الإنس والجن في جهة وثواب تلك الضربة في جهة أخرى لكان ثواب تلك الضربة أفضل، لأن فيها صبغة الإخلاص، إخلاص أمير المؤمنين (ع). وهناك قضية ينقلها مولوي وآخرون، وهي أنه عندما أسقط علي (ع) عمرا على الأرض ليحز رأسه صدر منه فعل بقصد إهانة علي، فقام علي (ع)، وفي ذلك الظرف العجيب الذي كان يضطرب فيه المسلمون، وفي ذلك الظرف الذي قال فيه النبي (ص) لما برز علي (ع) إلى الميدان:
" برز الإيمان كله إلى الشرك كله " (4).
أي أن الإيمان والشرك صار وجها لوجه. أي أنه إذا خسر علي خسر المسلمون جميعا، وإذا خسر عمرو خسر المشركون جميعا. في ذلك الظرف العجيب والاستثنائي ترك أمير المؤمنين (ع) عمرا. سار عدة أقدام ثم جثا على صدره وقطع رأسه. فسأل النبي (ص) عليا (ع) عن سبب تأخير قطع رأس عمرو. فقال علي: يا رسول الله لقد أهانني فغضبت منه فلو قطعت رأسه حينئذ لم يكن جميع عملي خالصا لله تعالى بل كان جزء منه انتقاما لنفسي، فأردت أن يكون جميع عملي خالصا له سبحانه، ولهذا قمت عنه وتمشيت قليلا حتى ذهب عني الغضب وحينئذ رجعت إليه وقطعت رأسه ليكون عملي مائة بالمائة لله تعالى. لم تكن أكثر من ضربة بالسيف ولكنها " أفضل من عبادة الثقلين " لأنها قد صبغت بالإخلاص، وذلك أيضا إخلاص أمير المؤمنين (ع).
- نزول آية الولاية:
وبالإضافة إلى ذلك فان ثلاثمائة آية في القرآن نزلت في شأن علي (ع)، وقد أجمع على ذلك الشيعة والسنة. وبين تلك الآيات آية تسمى آية الولاية ليس في
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»