الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ١٢٥
القرآن أفضل منها، وهي مفتخر للشيعة.
وهذه الآية الشريفة دليل جيد على ولاية أمير المؤمنين (ع) وعلى كونه الخليفة بلا فاصلة بعد رسول الله (ص) من وجهة نظر الشيعة وكثير من علماء أهل السنة.
وتلك الآية الشريفة هي:
(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) (5).
مديركم ووليكم الله ورسوله الذين آمنوا، الذين وبالإضافة إلى الإيمان يهتمون بشأن الفقراء والضعفاء ويؤتون الزكاة وهم في أثناء الركوع. وقد وضعت هذه الآية الشريفة ولاية أمير المؤمنين (ع) إلى جانب ولاية النبي (ص) وولاية الله تعالى. وقد نزلت هذه الآية في شأن أمير المؤمنين (ع)، عندما كان (ع) في صلاة مستحبة فدخل فقير إلى المسجد ولم يعطه أحد شيئا وأراد أن يخرج يائسا من المسجد، وكان علي في حال الركوع فمد يده، ففهم ذلك الفقير وأخذ الخاتم من إصبع علي، فنزلت هذه الآية الشريفة في هذه الأثناء.
وأنا أظن بأن هذا الخاتم كان رخيص الثمن لأن المسلمين كانوا في ذلك الوقت في ضائقة عجيبة، ومن المعلوم أن أمير المؤمنين (ع) لا يتختم بخاتم غالي الثمن، إذ لم يكن من عادته (ع) أن يلبس شيئا ثمينا، فقد كان لباسه من الكرباس، بسيطا جدا، وكان حذاءه بسيطا جدا، والشئ الوحيد الذي لم يكن بسيطا هو سيفه ذو الفقار الذي جاء به جبرائيل من عالم الغيب، وإلا فان جميع وسائل أمير المؤمنين (ع) كانت بسيطة جدا، ومن جملتها خاتمه، ولكن قد طلي بصبغة الإخلاص، ولقد أعطى هذا الخاتم قيمة بحيث أن عمر قال: أنا مستعد أن أعطي الدنيا إن كنت أملكها وقوافل الإبل إن كنت أملكها، وتكون هذه الآية نازلة في شأني.
وبعد هذه القضية تخيلوا بأن كل من يتصدق في الركوع تنزل في حقه آية! ولهذا كانوا يتصدقون أثناء الركوع ولم يعلموا بأن الحساب حساب آخر، ليس حساب التصدق بالخاتم في ركوع الصلاة بل حساب إخلاص أمير المؤمنين (ع).
وانصافا إذا قيل بأن قيمة آية الولاية تعادل قيمة عالم الدنيا والآخرة لم يكن جزافا.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»