الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ١١٣
يحكي لزوجته.
وكثير من الاختلافات العائلية تنشأ من هذا الأمر إذ يكون هناك مشكلة تشغل القلب ولكن لا يحدث أحدهما الآخر بها. بدل أن تحتفظ بها في قلبك اذهب وقل له ما يؤلم قلبك، قل له ان هذا الحزن هو منك. وأما إذا خزنته في قلبك فستسبب به عقدة، والعقدة تجر إلى ضعف الأعصاب، وضعف الأعصاب يتبعها التعاسة وسوء الحظ.
ولذا يقوم الأطباء النفسانيون المخلصون بالدخول في حوار طويل لمدة طويلة مع هؤلاء المرضى المصابين بضعف الأعصاب. وأخيرا يتماثل المريض للشفاء بالكلام والتحادث معه.
المناجاة مع الله يعني إخراج هموم القلب وأحزانه مع أمين وذلك الأمين مثل الله، مع قادر مثل الله، مع رؤوف ورحيم مثل الله. ومن هو أكثر عطفا من الله؟
ومن أكثر من الله أمانة وكتمانا للسر؟ فالدعاء والمناجاة هي في الواقع بث الهم والحزن إلى الله. وحتى لو لم يكن هناك صلاح في استجابة دعائك ولكن قلبك سيفرغ من الهموم. وعلى حد تعبير العوام: يصير خفيفا. ومن هنا فان من يحيي هذه الليالي يجد نفسه مرتاحا، وعندما يخرج من مجالس الإحياء يحس بالهدوء والنشوة، ويحس بالفرح. فذلك البكاء وقول يا الله يا الله قد جلب إليه الهدوء والطمأنينة.
- الدعاء سبب الابتعاد عن الذنوب:
والنتيجة المهمة الأخرى للدعاء هي أنه صمام أمان:
(إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر) (7).
يقول القرآن: الصلاة صمام أمان ووسيلة سيطرة، ولكن ذكر الله في القلب يبعد الإنسان عن الذنوب أكثر من الصلاة.
ونستفيد من هذه الآية بأن فضيلة الدعاء والمناجاة مع الله في مرتبة أعلى من الصلاة. وقد جاء في الروايات: " الدعاء مخ العبادة " (8).
وأصل الصلاة هو الدعاء أيضا. والدعاء هو خلاصة جميع العبادات. تقول هذه الآية الشريفة بأن الصلاة قوة سيطرة، ولكن أي صلاة؟ فإذا كانت الصلاة حقيقية وواقعية فلا تدع الإنسان يرتكب ذنبا أبدا.
وإذا صلى شخص صلاة الصبح الواقعية، الصلاة وليس في القلب تكبر، ولا حسد، ولا حقد وأنانية، الصلاة
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»