الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ١١٩
بواسطتكم. وإذا جاءتنا نعمة فهي بواسطتكم.
وإذا كنا نتمتع بنعمة السلامة ونعمة العقل فهي بواسطتكم. وكل نعمة ظاهرة وباطنة تأتينا من جانب الحق سبحانه فهي بواسطتكم.
(وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه).
سيدي يا إمام الزمان بواسطتكم استقرت هذه الأرض. وإذا كانت هناك جنة فهي من نور الزهراء. وإذا كانت هناك نعمة في هذه الدنيا فان الإمام الحسين (ع) هو واسطة فيضها، والآن ولي العصر عجل الله فرجه الشريف، كذلك ولهذا نسميه بقطب عالم الإمكان، ومحور عالم الوجود. والواسطة بين الغيب والشهود.
" وبكم ينفس الهم ويكشف الضر ".
وإذا أزيل هم وغم عن قلب شخص فهو بواسطتكم. وإذا رفع بلاء أو مصيبة عن أحد فسببه أنتم. والشخص المتبلى يجب أن ينادي: يا سيدي يا إمام الزمان. ومن كانت له حاجة عليه أن يقول: يا حسين يا علي: ويتقدم متوسلا ويطلب حاجته من الله.
ربما تكون المصلحة في عدم إجابة الدعاء:
وبحث آخر هو أن الله سبحانه يفعل وفق المصلحة فإذا كان في الشئ مصلحة فان رب العالمين يوجده. وإذا لم يكن في الشئ مصلحة فليس من المعقول إيجاده، لأنه خلاف الحكمة والله حكيم. إذا كان الأمر كذلك فربما يرى رب العالمين المصلحة في شئ فيعطيه من غير دعاء، وربما تكون المصلحة في أن يعطيك الله ما تريد ولكن مع الدعاء، ولكن ربما لا تكون هنالك مصلحة في أن يعطيك الله شيئا، ومهما تدعو حينئذ فلا يستجاب لك كالطفل المصاب بالزكام والبطيخ مضر بصحته ولكنه يصر ويبكي يريد البطيخ، فقلبك يتألم عليه ولكنك لا ترى مصلحة في إعطائه منه.
ولكي يتركز هذا الموضوع فقد بين القرآن الشريف قضية الخضر. وهذه القضية مهمة جدا وهي عرفانية وفلسفية بينت في آخر سورة الكهف، يقول الإمام قدس سره:
لقد حلت هذه الآيات جميع المسائل الإسلامية الدقيقة: مسألة القضاء والقدر، الجبر والتفويض، مسألة البداء، كيفية نسبة الحدوث للقدم.
والقضية هي قتل الخضر للصبي، واعتراض موسى عليه: لماذا قتلت هذا الصبي بلا
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»