الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ١٢٠
سبب فأجاب الخضر: قتلت الصبي لأنه عندما يكبر سيكفر وتكون له سلطة على أمه وأبيه فيجعلهما كافرين، فأراد الله أن يبدلهما بولد صالح. وقد ورد في الروايات: " أبدلهما الله عز وجل به جارية ولدت سبعين نبيا " (4).
كان ثعلبة أحد أصحاب النبي الأكرم (ص)، لم يكن رجلا سيئا ولكن عاقبته لم تكن على خير. جاء إلى النبي الأكرم (ص) وقال: يا رسول الله ان قلبي يشتهي أن أملك شاة. فأخبره النبي بعدم صلاح ذلك له وأمره بالمواظبة على عبادته. ولكنه أصر ولم يعبأ بنصيحة النبي. فأعطاه النبي (ص) شاة وجعل الله تعالى فيها البركة فصارت الواحدة اثنتين والاثنتان أربعا وبعد عدة سنين صار قطيعا.
وكلما كانت تزداد شياهه كان يقلل مجيئه إلى صلاة الجماعة، فكان يأتي أحيانا وأخرى لا يأتي (مثل الناس المشغولين بالدنيا الذين لا يأتون إلى المسجد إلا قليلا) وكان النبي يذكر أحيانا: يا ثعلبة كأن الدنيا أخذتك.
ثم ازدادت غنمه فانتقل إلى خارج المدينة وذهبت من يده الصلاة والمسجد والمحراب حتى نزلت آية الصدقة:
(خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم) (5).
وأرسل النبي الأكرم (ص) إلى ثعلبة شخصين أو ثلاثة ليأخذوا منه الزكاة، وعندما حسب ثعلبة وجد أنه يجب عليه أن يعطي زكاة كثيرة. فقال لهم: إني سأذهب إلى النبي. فأرسل له النبي أشخاصا آخرين مرتين لجباية الزكاة فلم يخرجها أيضا.
وقال في المرة الثالثة: ان هذه الزكاة كالجزية التي تؤخذ من النصارى، أفيريد النبي أن يؤخذ منا جزية كما يأخذ منهم، إذن فما هو الفرق بين المسلمين والنصارى؟ وأخبر النبي (ص) بما قاله ثعلبة، فتأذى من ذلك. ثم التفت ثعلبة إلى سوء ما قاله فجاء إلى النبي وقال: يا رسول الله لقد أخطأت.
ولكن النبي أعرض عنه حتى ارتحل (ص) عن هذه الدنيا. ثم تغيرت الأمور فلم يستطع أبو بكر أيضا أن يأخذ الزكاة منه، جاء ليعطي فلم يقدر. ولم يستطع عمر أيضا أن يأخذ منه الزكاة، حتى جاء عثمان فأخذ الزكاة منه.
ماذا
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»