الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ١٣٥
الجليد ويتوضأ ويصلي صلاة الليل. ومن كان في قلبه حب الله فلا يغتاب ولا يتهم ولا يكذب.
أيها الشباب اعملوا ان الله سبحانه يحب عباده. ويحب المحافظة على ماء وجوههم!
فإياكم أن تريقوها، لا تغتابوا، لا تكذبوا على الناس. فإن هذه الأعمال تحبط دنياكم وأخراكم.
ذكر المرحوم الكليني رواية عن المعصومين (ع) في علامة المؤمن ومضمون جميعها هو أنه:
(يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويكره لغيره ما يكره لنفسه ".
أيها الشباب أترضون - والعياذ بالله - أن يتجاسر أحد على أخواتكم؟ كلا. إذن فلا تتجاسروا على أخوات الناس. أيها السيد أيتها السيدة! أتحبون أن يغتابكم أحد من وراء ظهوركم؟ إذن لا تغتابوا الآخرين من وراء ظهورهم. أترضى أن تبقى الليلة بلا إفطار؟ طبعا لا. ففكروا بالفقراء والمساكين.
- المرتبة الأخيرة للخلوص: المحرك هو الله فقط:
وأما المرتبة الأخيرة للخلوص فهي حيث لا يكون هناك محرك غير الله سبحانه.
يعني أن يأتي بالعبادة لله تعالى فقط. لقد كان الدافع والمحرك في القسم الخامس هو " محبة الله "، وأما المحرك والدافع في هذا القسم فهو نفس الله يقول أمير المؤمنين (ع):
" إلهي ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك، بل وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك ".
يعني: إلهي لم أعبدك من أجل جنتك ونارك، أنا العبد وأنت المولى، وجدت أنه يجب أن أنحني إجلالا لك. ولهذا فان محركي ودافعي هو أنت.
وقد ذكر القرآن الشريف في آيتين هذا النوع من العبادة. الأولى نزلت في حق أمير المؤمنين (ع) في الليلة التي بات فيها في فراش رسول الله (ص) عند هجرته:
(ومن الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضاة الله) (9).
يعني نعرف من عرض حياته للخطر ونام في فراش رسول الله (ص) حتى خرج من مكة وكان هذا العمل منه ابتغاء لمرضاة الله فقط، لا لشئ آخر.
والآية الآخرى نزلت في حق علي والزهراء والحسنين (ع) وكذلك خادمتهم فضة حينما كانوا صياما وأعطوا إفطارهم وهو الخبز مدة ثلاثة أيام إلى
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»