الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ١٢٧
يؤتى بشخص آخر إلى صف المحشر فيقال له: ما كان عملك؟ فيقول: لقد جمعت خلال عمري مالا كثيرا، ولكن كل ما جمعته أعطيته للفقراء والضعفاء.
سبعون عاما من عمري قضيتها في خدمة خلق الله. فيأتي الخطاب: نعم لقد كنت إنسانا خيرا ورأى الناس من يدك خيرا كثيرا ولكن لماذا كان منك هذا العمل؟
كان من أجل أن يقال لك: بارك الله فيك إنك إنسان خير ومحب للخير. كان عملك تظاهرا ورياء ولم يكن قربة لله. وهذا يجب أن يذهب أيضا إلى جهنم.
ثم يؤتى بشخص ثالث إلى صف المحشر ويقال له: ماذا كان عملك؟ فيقول: كنت مجاهدا في الخطوط الأمامية من جبهات القتال، ضربت وقتلت حتى استشهدت. فيأتي الخطاب: نعم ذهبت إلى الجبهة وقتلت الأعداء حتى قتلت ولكن من أجل ماذا؟ من أجل أن يقال ما أكثر شجاعته. نعم هذا الشخص الذي كان في الجبهة نراه هنا لم يكن عمله في سبيل الله وليس لعمله تلك الصبغة. ويأتي الخطاب: ألقوه أيضا في نار جهنم. لكن يأتون بمذنب إلى صف المحشر، وعندما ينظر إلى حسابه وكتابه يرى بأن مصيره إلى جهنم لأن أعماله خفيفة وذنوبه ثقيلة، ولكنه قد ذرفت عيناه قطرة من الدمع في إحدى الليالي في سبيل الله، فبكى لذنوبه، وذرفت عيناه قطرة من الدمع في عزاء الإمام الحسين (ع)، ومن أجل الإمام الحسين فقط لا من أجل نفسه، لأن بكاءنا نحن من أجل أنفسنا لا من أجل الإمام الحسين (ع)، فيغفر لهذا ويدخل الجنة.
عندما نقيم عادة مجالس العزاء والمساجد وليالي الإحياء نرى أن كل شخص قد جاء لأجل مشاكله الخاصة. والذين جاؤوا قربة لله قليل جدا.
وفي الرواية أن من صلى ركعتين قربة إلى الله حقيقة فإن الجنة واجبة له. وإذا استطاع أحد أن يقدم عمله إلى يوم القيامة قائلا إلهي هذا العمل قربة لك، فان دنياه تكون عامرة وآخرته أيضا.
يقول أحد أهل الكشف والشهود: كنت عند رأس الإمام الحسين (ع) أبث إليه هم قلبي، فجاء شاب دخل وسلم، فرد عليه الإمام (ع) وعظم هذا الشاب، ولكن ذلك الشاب لم
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»