الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ١٠٨
والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلبة شعيرة ما فعلته " (3).
وهذا ليس إفراطا، هذا كلام المعصوم. يريد أن يقول لنا: احذر من أن يكون في عملك ظلم! واحذر أن تظلم زوجتك وأطفالك في البيت! وأنت أيتها السيدة احذري أن تظلمي زوجك! إحذروا من وجود الظلم في حياتكم.
فليحذر الجميع وليحافظوا على ماء وجوه الناس. الغيبة ظلم، التهمة ظلم.
الشائعة التي تفرق الناس ظلم، وظلمها جسيم. يقول (ع):
أكل درهم من الربا تعادل سبعين زنية بذات محرم. ثم يقول: والغيبة ذنب أعظم من الربا. احذروا لا تظلموا المسلمين وتذهبوا بماء وجوههم! إن الله يحب ماء وجوه المسلمين.
خدمة الناس منشأ سرور الأئمة (ع):
إذا كنت تريد قضاء حوائجك، وإذا كنت تريد أن تكون عاقبتك على خير، وإذا أردت تأمين مستقبل أولادك، فاسع ما استطعت لقضاء حوائج الناس، لأن رضا الله ورضا رسوله ورضا الأئمة المعصومين (ع) في هذا العمل. وسخطهم في ظلم المسلمين وحتى في التمييز في التعامل معهم.
يقول الراوي: كنت جالسا تحت منبر الإمام الصادق (ع) فقال ضمن خطبة له: يا شيعتنا لماذا تؤذون قلوبنا إلى هذا الحد؟ لماذا تؤذوننا إلى هذا الحد؟ فقام إليه رجل في وسط المجلس وقال: يا ابن رسول الله متى آذيناكم؟ فقال (ع): قبل يومين. وأضاف قائلا: ألم تكن قد أتيت من منى راكبا ألم تصادف في وسط الطريق رجلا متعبا كان على جانب الطريق وطلب منك أن تركبه معك، وأنت تستطيع إردافه معك ولكنك لم تفعل إنك قد آذيت رسول الله، وآذيت أمير المؤمنين، وهذا وضع من يكون لا أباليا.
لقد تحمل أمير المؤمنين (ع) معركة الجمل من أجل مواجهة الرذيلة، من أجل أن لا يكون هناك ظلم، من أجل إيصال حق المسلمين إليهم، وقد كانت المصيبة الأكبر أي معركة صفين ومعركة النهروان وحرب الخوارج كانت من أجل مواجهة الرذيلة والدناءة والظلم أيضا.

(1) لقمان، الآية: 27.
(2) الصدوق: ج 1 ص 149.
(3) البلاغة فيض الإسلام: خطبة 215.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»