الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ١١٠
فالفائدة الأولى للدعاء هي الحوار مع الله، التحدث إلى الله. ونضرب لذلك مثلا: إذا أعطيت فرصة عشرة دقائق للقاء خاص مع الإمام قدس سره لكي تتحدث معه، فان قلبك سيحمل هم ذلك، وسوف لن تنام في تلك الليلة، وستكون تلك الدقائق ذات قيمة كبيرة لك.
إذ ستكرر الحديث حول ذلك أينما ذهبت. مع أن الإمام عبد من عبيد الله.
لدعاء سبب معرفة الإنسان لواقع نفسه:
والنتيجة الثانية للدعاء هي أن الإنسان يعرف ربه ونفسه في الدعاء وفي رواية:
" من عرف نفسه فقد عرف ربه " (2) إذا استطاع الإنسان أن يعرف نفسه فقد عرف ربه.
وفي دعاء النبي الأكرم (ص): " اللهم أرنا الأشياء كما هي " يعني اللهم أرنا عالم الوجود كما هو، اللهم أرنا أنفسنا كما هي كيف أنا حقيقة؟ فقر محض.
(يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) (3).
الغنى المحض له سبحانه. والفقر المحض لنا. إذا كانت واحدة من نعم الله التي أنعمها علينا غير موجودة فما هو مقدار المصيبة التي ستحل بنا. هل قلت في وقت ما عندما تتنفس: " الحمد لله رب العالمين "؟.
كل نفس يستنشق يمد الحياة وعندما يرجع يفرح الذات. إذن في كل نفس نعمتان.
والشكر واجب على كل نعمة.
(اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور) (4).
نحن فقر محض، لو حبس الله سبحانه عنا الهواء لحظة واحدة على حد تعبير القرآن الشريف لو غار ماؤكم فمن يأتيكم بماء معين، وأخيرا لو حبس الله عنا نعمه التي لا تعد ولا تحصى فماذا عسانا أن نفعل؟ من غير الله سبحانه يستطيع إعادة هذه النعم لنا؟ إن ارتباط الإنسان بنعم الله سبحانه كارتباطه بظله لا يمكن أن ينفك عنه.
(الله لا إله إلا هو الحي القيوم) (5).
الله قيوم على هذا العالم. يعني أن عالم الوجود مرتبط به سبحانه.
وإدراك هذا الغنى واجب، كما أن إدراك فقر الإنسان واجب أيضا. إذا أدرك الإنسان " الفقر " فلن تأتي " الأنانية " إلى الوجود. الروح الفرعونية موجودة في الجميع. وإذا تهيأت
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»