الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ١٠٣
شأني وشأنكم وإنما هو كلامه هو (ره). وعلى كل حال الليلة ليلة عظيمة، الليلة هي الليلة التي ينتظرها بعض الأفراد سنة كاملة، سنة كاملة ينتظرون ليلة الثالث والعشرين. ينتظرون العشق مع الله، ينتظرون أن يضعوا القرآن - هذه النعمة الإلهية العظيمة - على رؤوسهم ويقولوا يا الله وعندما يقول المرء يا الله فكأنما قد أعطاه الله الدنيا.
أرادوا أن يمتحنوا إبراهيم (ع)، فجاء جبرائيل وميكائيل معا فصاح أحدهما من المشرق بصوت مرتفع: " سبوح قدوس " وصاح الآخر من المغرب: " ربنا ورب الملائكة والروح " فأحدث هذا الصوت ضجيجا على سطح الأرض. فصرخ إبراهيم (ع) وقال: يا من نطق باسم محبوبي إن كررته ثانية فإني أعطيك نصف مالي. فقال جبرائيل: " سبوح قدوس " وقال ميكائيل: " ربنا ورب الملائكة والروح "، فأثر اسم المعشوق على قلب العاشق على قلب إبراهيم (ع) فقال ثانيا: يا من نطق باسم محبوبي إن نطقت باسم محبوبي مرة أخرى فاني أهبك جميع مالي. فكررا قوليهما. فقال إبراهيم: لم يبق شئ عندي، فإني نطقت باسم محبوبي أخرى فإني أملكك نفسي. أي إني أهب نفسي في طريق محبوبي، فكرر جبرائيل وميكائيل اسم الله. فقال إبراهيم: لا شئ عندي تعالوا فجميع مالي مالكم وروحي فداء اسم محبوبي. ولمثل هذا العبد يقال انه أدرك ما هو الدعاء وأرك ما تعني " يا الله " و " يا رب ".
وتنقل قصة عن محمود الغزنوي وأياز - لقد كان أياز هذا إنسانا عجيبا، كان غلاما اسودا، ومحمود الغزنوي هو فاتح الهند. وكان محمود يحب هذا الغلام الأسود حبا شديدا، وفي ليلة حينما كانا يسيران في إحدى الأزقة ووصلا إلى موقد حمام فوجدا شيئا عجيبا هناك، وجدا رجلا أسود وامرأة سوداء وقد افترشا الرماد وقليل من الخمرة مقابلهما وكانت المرأة تسكب الخمرة في وعاء من خزف وتسقيه زوجها، وهو يشرب وينظر إلى زوجته ويقول: إنك امرأة جميلة فهل خلق الله امرأة أجمل منك؟ فضحك محمود الغزنوي ساخرا. فقال أياز لمحمود الغزنوي: أتعلم أيها السلطان
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»