الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣٥١
تقم عنه إلا وأنت تشتهيه وجود المضغ وإذا نمت فأعرض نفسك على الخلاء، فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب.
وقال الإمام الرضا (ع) في رسالته الذهبية التي كتبها إلى المأمون العباسي وفرح بها فرحا شديدا وأمر أن تكتب بالذهب وسماها (المذهبة) لنفاستها وحسن موقعها وعظم نفعها وكثرة بركتها، وتعد تلك الرسالة من أعظم الآثار الطبية حيث ضمنها الإمام من التعاليم والإرشادات الطبية ما يدهش عقول أرباب هذا الفن، فمن جملتها قال (ع): وأعلم ان الجسد بمنزلة الأرض الطيبة متى تعوهدت بالعمارة والسقي من حيث لا يزداد في الماء فتغرق ولا ينقص منه فتعطش دامت عمارتها وكثر ريعها وزكى زرعها وإن غفل عنها فسدت ولم ينبت العشب، فالجسد بهذه المنزلة وبالتدبير في الأغذية والأشربة يصلح ويصح وتزكو العافية فيه... إلى ان قال (ع): صلاح البدن وقوامه بالطعام والشراب وفساده يكون بهما فإن أصلحتهما صح البدن وإن أفسدتهما فسد البدن فأنظر ما يوافقك ويوافق معدتك ويقوى عليه بدنك ويستمريه من الطعام فقدره لنفسك واجعله غذاءك (1).
وقال بعض الحكماء يوصي ولده: يا بني عود نفسك مجاهدة الهوى والشهوة فلا تنهش نهش السباع ولا تخضم خضم البراذين ولا تدمن الأكل إدمان النعاج فإن الله جعلك إنسانا فلا تجعل نفسك بهيمة واحذر سرف البطنة فإن البطنة تدعو إلى التخمة والتخمة تدعو إلى السقم والسقم رسول

(١) شرح تلك الرسالة وعلق عليها الدكتور السيد عبد الصاحب زيني ونشرت له في سلسلة من الكتب التي كان يصدرها العلامة الكبير السيد مرتضى العسكري، وعنوان السلسلة (ملتقى العصرين) وهي الكتاب الثاني من السلسلة ويقع الكتاب في مائة وثمان وستين صفحة بالحجم الصغير، وتجدها مشروحة أيضا في (البحار) للمجلسي في المجلد الرابع عشر ص 567 من الطبع القديم من كتاب (السماء والعالم) فراجع إذا شئت.
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»