الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣٥٣
تنشط لتأدية وظيفتها بأحسن ما يستطاع، ومنها احتراق المواد الزائدة في الجسم الضار بقاؤها فيه. ولقد أحسن الدكتور أحمد عارف الوديني حيث قال في قصيدته عن الطب النبوي:
قد زفها المختار للأحياء من تخمة تدني من الإفناء رب امتلاء كان شر بلاء بالقصد في شبع وفي إرواء إذ كانت المعدات بيت الداء كانت لدى الإنسان بيت دواء ان الهدى في نهجه الوضاء.
والصوم برء للحياة وصحة الجوع تهذيب النفوس وعصمة ومن الطعام بلية في أهله أوصى النبي بأن تصان جسومنا إني أرى المعدات ميزان القوى فإذا أقمت لها اقتصادا خالصا فأسلك تعاليم النبي ونهجه.
نعم. هذا هو نهج النبي (ص) وهذا ما أوصى به وأمر به الإسلام لذا قال تعالى: (كلوا واشربوا ولا تسرفوا (.
3 - معنى الحب والبغض بالنسبة إلى الله تعالى وحيث ان الإسراف مذموم عقلا وشرعا أتبع سبحانه وتعالى ما تقدم بقوله: (إنه لا يحب المسرفين (وهذا تهديد عظيم من الله للمسرفين لأن كل ما لا يحبه الله يكون مبغوضا عنده والمبغوض عند الله يحرم الثواب ويجزى بالعقاب لأن معنى حب الله لعبده هو إيصال الثواب إليه وبغضه له هو إنزال العقاب عليه.
فالمسرف بزينته وأكله وشربه يكون قد عرض نفسه للعقاب من الأمراض وضياع المال في الدنيا، والنار والعذاب في الآخرة بقدر ما ينشأ
(٣٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 ... » »»