الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣٥٥
الإسراف في القرآن وقد ذكر الله تعالى الإسراف بمادته في القرآن المجيد في 23 موردا، والذي يستفاد من موضوع تلك الموارد ان الإسراف بأي شئ كان وكيفما كان فهو مذموم، ولا سيما الإسراف في الموارد المحرمة الذي يسبب عدم هدايتهم الخاصة من الله كما قال الله تعالى: (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب ([غافر / 29]، كما يسبب إضلالهم أيضا قال تعالى: (كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب ([المؤمن أو غافر / 35]، وأخيرا قد يسبب إهلاكهم والانتقام منهم كما قال تعالى: (وأهلكنا المسرفين ([الأنبياء / 10]، وقال تعالى: (لنرسل عليهم حجارة من طين (33) مسومة عند ربك للمسرفين ([الذاريات / 34 - 35]، ويصف القرآن المتعالين والمتكبرين والطغاة والحكام الذين لا يحكمون بحكم الله يصفهم بأنهم مسرفون مثل قوله تعالى في فرعون الذي أسرف في ظلمه لبني إسرائيل، قال تعالى: (ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين (30) من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين ([الدخان / 31]، وينهى عن إطاعتهم بقوله تعالى: (ولا تطيعوا أمر المسرفين ([الشعراء / 152]، إلى غير ذلك من الآيات التي تذكر الإسراف وعاقبة أهله الوخيمة السيئة المسببة للانتقام والعذاب في الدنيا والآخرة وانه من صفات الظالمين والمتعالين.
فعلينا إذن كمسلمين ان نحذر الإسراف تبعا لتعاليم ربنا ونبينا وأهل بيته الهداة ولا نتبع الظالمين والمجرمين الذين أسرفوا بكل ما للإسراف من معنى، الذين إذا اتبعناهم معرضين عن الحق وأهله نكون معهم معرضين أنفسنا إلى العذاب في الدارين قال تعالى: (ومن أعرض عن
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»