الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣٤٠
ثوبا تحت ذلك على جلده غليظا ثم قال: هذا لبسته لنفسي وما رأيته للناس، ثم جذب ثوبا على سفيان أعلاه غليظا خشنا وداخل الثوب لين فقال: لبست هذا الأعلى للناس ولبست هذا لنفسك وتستره.
ونظير قصة سفيان الثوري مع الإمام الصادق (ع): قصة عباد بن كثير رواها الكليني أيضا بسنده عن ابن القداح قال: كان أبو عبد الله الصادق (ع) متكئا علي فلقيه عباد بن كثير وعليه ثياب مروية حسان فقال له: يا أبا عبد الله انك من أهل بيت النبوة وكان أبوك، أي زاهدا فما لهذه الثياب المروية عليك؟ فلو لبست دون هذه الثياب فقال أبو عبد الله (ع): ويلك يا عباد (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق (ان الله عز وجل إذا أنعم على عبده نعمة أحب أن يراها عليه ليس به بأس (1).
وهذا المعنى ورد عن النبي (ص) فيما رواه الترمذي في سننه، وحسنه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله (ص): ان الله يحب ان يرى اثر نعمته على عبده (2).
ولكن مما يلزم إلفات النظر إليه ان تلك النعم التي يتنعم بها صاحبها من جهة يجب ان تكون مكتسبة من حلال، كما مر علينا قول الإمام الصادق (ع): فألبس وتجمل فإن الله جميل يحب الجمال وليكن من حلال.

(1) راجع القصتين في (تفسير الميزان) ج 8 ص 92 نقلا عن الكافي للكليني.
(2) نقله عن الترمذي السيوطي في (الدر المنثور) ج 3 ص 79 ونقله عنه الطباطبائي في (الميزان) ج 8 ص 93.
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»