الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣٤٦
والعنهم لعنا كبيرا ([الأحزاب / 68 - 69] وهو دعاء مستجاب في زيادة عذاب السادات والكبراء الضالين.
ويقول تعالى في المنافقين من الأصحاب مخاطبا رسوله الأكرم (ص): (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم ([التوبة / 101].
والظاهر ان المراد من العذاب مرتين في هذه الآية الكريمة المرة الأولى ما يلاقونه أيام حياتهم الدنيا من أنواع المحن والمصائب والابتلاء وتسليط بعضهم على بعض إلى غير ذلك من أنواع الذل والخذلان والقتل وإقامة الحدود عليهم.. الخ، والمرة الثانية ما يلاقونه من العذاب أيام البرزخ المسمى (بعذاب القبر) وابتداؤه من حضور آجالهم إلى يوم القيامة يكونون معذبين فيه بالنار مع أعداء الله السابقين لهم جزاء ما اقترفوه من النفاق والضلال والإضلال ثم يردون إلى عذاب عظيم خالد في القيامة وما بعدها إلى ما لا نهاية له في النار، وقال تعالى: (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد ([هود / 108].
فالنبي (ص) كتب إلى المقوقس يدعوه إلى الإسلام وينذره بمضاعفة العذاب إن هو أبى، وبعث كتابه مع رجل من أصحابه يقال له حاطب بن أبي بلتعة، فجاء حاطب حتى دخل مصر فلم يجده هناك فذهب إلى الإسكندرية فأخبر انه في مجلس مشرف على البحر فركب حاطب سفينة وحاذى مجلسه وأشار بالكتاب إليه فلما رآه المقوقس أمر بإحضاره بين يديه فلما جيء به ونظر إلى الكتاب وفضه وقرأه، قال لحاطب: ما منعه
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»