ومن أفضل أنواع اللباس، اللباس الأبيض، وقد جاء في بعض أحاديث النبي (ص) عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): ألبسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم... الخ.
وفي حديث آخر عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله (ص): عليكم بثياب البياض فالبسوها فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم (1).
وروي ان الإمام الرضا (ع) سئل عن قوله تعالى: (خذوا زينتكم عند كل مسجد (فقال: من ذلك التمشط عند كل صلاة فريضة ونافلة (2).
ويدلنا قول الإمام الرضا (ع) ان الزينة هنا عامة في كل ما يتزين به الإنسان من المستحبات والواجبات، وان من الزينة التمشط، ولعل من الزينة أيضا تناول الطيب، قال الإمام الصادق (ع): ركعتان يصليهما متعطر أفضل من سبعين ركعة يصليها غير متعطر.
والعطر أو الطيب من سنن نبينا محمد (ص) وكان يعجبه الطيب ويحبه.
فأنظر أيها المسلم في ان الله أمرنا قبل الشروع في الصلاة ان نتطهر غسلا أو وضوءا أو تيمما وأمرنا ان نلبس الثياب الطاهرة الجيدة غير النجسة أو المغصوبة وان نمشط شعرنا ونتطيب، وما هذا وذاك إلا ليكون المصلي حاضر القلب لا يلهيه قذارة ثوبه ولا جسمه وهو متوجه إلى معبوده مصروف الفكر إليه، وفي ذلك دلالة أيضا على أهمية الصلاة وان لها استعدادا خاصا ومقدمات خاصة، ومن هنا جاء عن أمير المؤمنين علي (ع) انه قال: من لم يأخذ أهبة الصلاة قبل وقتها فما وقرها.