الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣٢٩
من الحيوانات يقال لذلك الحيوان ممسوخ، فالمسوخية لها أسم مستعار مجازي، والحقيقة انها مثل الممسوخ، والممسوخات كلها قد حرم الله أكل لحمها لما فيها من الخبث والمضار، ولئلا يستهان بعقوبة الله عز وجل.
وجاءت في الممسوخات أحاديث عديدة ذكرها علماء الحديث، ومن تلك الأحاديث ما رواه الصدوق في (علل الشرائع) باب علل الممسوخ وأصنافها، وقد ذكر في هذا الباب خمسة أحاديث ونكتفي نحن بذكر الخامس منها، وقد رواه بسنده عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب " قال: سئل رسول الله (ص) عن الممسوخ، قال: هم ثلاثة عشر: 1 - الفيل، 2 - الدب، 3 - الخنزير، 4 - القرد، 5 - الجري، 6 - الضب، 7 - الوطواط (وهو الخفاش) (وهو يحيض كما تحيض المرأة)، 8 - الدعموص (الدعموص دويبة تغوص في الماء)، 9 - العقرب، 10 - العنكبوت، 11 - الأرنب، 12 - الزهرة، 13 - وسهيل، فقيل له: يا رسول الله ما كان سبب مسخهم، قال: أما الفيل فكان رجلا جبارا لوطيا، لا يدع رطبا ولا يابسا، وأما الدب فكان رجلا مخنثا يدعو الرجال إلى نفسه، وأما الخنزير فقوم نصارى سألوا ربهم تعالى ان ينزل عليهم المائدة فلما نزلت عليهم كانوا أشد كفرا وأشد تكذيبا، وأما القردة فقوم اعتدوا في السبت، وأما الجري فكان ديوثا يدعو الرجال إلى أهله، وأما الضب فكان أعرابيا يسرق الحاج بمحجنه (1)، وأما الوطواط فكان يسرق الثمار من رؤوس النخيل، وأما الدعموص فكان نماما يفرق بين الأحبة، وأما العقرب فكان رجلا لذاعا لا يسلم من لسانه أحد، وأما

(1) الأعرابي هو كل من يسكن البوادي والأرياف سواء كان عربيا - في الأصل - أو غير عربي. والمحجن: العود أي العصى المعوجة التي تستعمل للاتكاء والضرب بها.
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»