الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣٣٩
أخرج لعباده والطيبات من الرزق (ثم قال الإمام الصادق (ع): فألبس وتجمل فإن الله جميل يحب الجمال وليكن من حلال (1).
فالتجمل أمام الناس والتزين لهم إذا محبوب عند الله تعالى والقرآن يؤيده، ولكن هناك أناس - كالخوارج المتزمتين الذين سمعت حديثهم مع ابن عباس - لا يروق لهم أن يروا من عرف بأنه من أولياء الله أو من العلماء والأصحاب وقد لبسوا لباسا فاخرا وتجمل بأنواع من التجمل ولذلك ينتقدونهم في حين أن الصالحين أولى وأحق من غيرهم بالتجمل خصوصا إذا كانت الدنيا مقبلة على أهلها على حد ما، وقد ورد: إذا أقبلت الدنيا على أهلها فأبرارها أولى بها من فجارها.
ومن أولئك المنتقدين لأولياء الله سفيان الثوري على ما روى قصته مع الإمام الصادق (ع) الكليني في (الكافي) بسنده أنه: مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبد الله الصادق (ع) وعليه أثواب كثيرة القيمة حسان فقال: والله لآتينه ولأوبخنه، فدنا منه فقال: يا بن رسول الله والله ما لبس رسول الله مثل هذا اللباس ولا علي ولا أحد من آبائك، فقال أبو عبد الله (ع): كان رسول الله (ص) في زمان قتر مقتر وكان يأخذ لقتره واقتاره، وان الدنيا بعد ذلك أرخت عزاليها وأحق أهلها بها أبرارها ثم تلا: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق (فنحن أحق من أخذ ما أعطاه الله، ثم قال (ع): يا ثوري ما ترى علي من ثوب انما لبسته للناس، ثم جذب الإمام بيد سفيان فجرها إليه ثم رفع الثوب الأعلى وأخرج

(1) (تفسير العياشي) ج 2 ص 15، و (الميزان) ج 8 ص 91 نقلا عن (الدر المنثور) ج 3 ص 79 نقلا عن ابن مردويه والترمذي والمنار ج 8 ص 392.
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»