الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣٣٦
ويؤيد ذلك أيضا ما روي عن علي (ع) قال: كان رسول الله (ص) إذا لبس ثوبا جديدا قال: الحمد لله الذي كساني من الرياش ما أواري به عورتي وأتجمل به في الناس وأتزين لهم (1).
وعلى كل حال فالتفسير الذي يماشي الآية الكريمة هو المروي عن الحسن بن علي وأبي جعفر الباقر (ع) من ان المراد من قوله: (خذوا زينتكم عند كل مسجد (أي خذوا ثيابكم الطاهرة التي يتزين بها عند كل صلاة وطواف.
ومن المعلوم ان لبس الثياب التي يتزين بها يحصل لصاحبها ستر العورة مع التجمل والتزين فهو أولى بالاتباع، وهذا التفسير أولى أيضا أن يكون ردا على أهل الجاهلية لأنهم كانوا يطوفون عراة ويزعمون ان هذا أمر حسن، فالله تعالى أمرهم وغيرهم أن يلبسوا الثياب الطاهرة الجيدة ويتزينوا بها وان هذا هو الأجمل والأحسن.
وكان أئمة الهدى يطبقونه عمليا كي يقتدي الناس بهم، فقد روى المفسرون من الخاصة والعامة ان الحسن بن علي السبط الأكبر لرسول الله (ص) كان إذا قام إلى الصلاة لبس أجود ثيابه، فقيل له: يا بن رسول الله لم تلبس أجود ثيابك؟ فقال: ان الله جميل يحب الجمال فأنا أتزين لربي وهو يقول: (خذوا زينتكم عند كل مسجد (فأحب أن ألبس أجود ثيابي (2).

(1) (الدر المنثور) ج 3 ص 76 نقلا عن احمد وابن أبي حاتم وابن مردوية.
(2) (تفسير العياشي) ج 2 ص 14 و (مجمع البيان) م ص 412 و (تفسير المنار) ج 8 ص 382.
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»