من أصناف الناس دون صنف آخر بل يعم المكلفين جميعا من الرجال، والنساء تبع لهم، يأمرهم الله جل وعلا أن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد أي عند كل صلاة سواء كانت من الصلوات اليومية الواجبة أو غيرها من صلوات الجمعة أو الأعياد أو الطواف أو سائر وجوه العبادة والذكر من الواجبات والمستحبات، فالكل مأمورون أن يأخذوا زينتهم في جميع هذه الموارد.
واختلف المفسرون في المراد من الزينة وما المقصود منها، فقيل: هي ستر العورة عند كل صلاة وطواف.
وانما أمر عباده بذلك لأن أهل الجاهلية من قبائل العرب كانوا يطوفون بالبيت عراة، الرجال نهارا والنساء ليلا وانما يفعلون ذلك لأنهم يقولون: إنا لا نطوف في ثياب أصبنا فيها الذنوب، ومنهم من يقول: نفعل ذلك تفاؤلا حتى نتعرى عن الذنوب كما تعرينا عن الثياب.
وعن سعيد بن جبير قال: كان الناس يطوفون بالبيت عراة يقولون: لا نطوف في ثياب أذنبنا بها، فجاءت امرأة فألقت ثيابها وطافت ووضعت يدها على قبلها وقالت:
فما بدا منه فلا أحله.
اليوم يبدو بعضه أو كله.
فنزلت الآية تأمرهم وتأمر غيرهم من سائر المكلفين بستر عوراتهم عند صلواتهم وطوافهم (1).