وهكذا نصر هذه الأمة وبقاؤها خالدة أمام كثرة أعدائها من الكافرين والمشركين والمنافقين انما هو بصبر أهل البيت " وجهادهم وصبر وجهاد المؤمنين من اتباعهم المخلصين في ولائهم.
لذلك نقول: ينبغي بل يجب على المؤمنين من هذه الأمة أن يسيروا بسيرة الصالحين من الماضين في الأمم الماضية والصالحين الماضين من هذه الأمة أيضا من الثابتين على الإيمان والصبر والجهاد وقتال الأعداء وإلا فلا نصر ولا غلبة، قال تعالى: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ([آل عمران / 140].
وقال تعالى في القلة من المؤمنين في هذه الأمة (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم (172) الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (173) فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم (174) إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين ([آل عمران / 173 - 176].
وشاهدنا من ذكر قصة طالوت هو ان الله اختاره ملكا على بني إسرائيل وفضله عليهم انما كان لأمرين امتاز بهما عليهم بتمييز الله له وهما بسطة العلم - أي السعة في العلم - وهو أمر روحي به يكون التدبير وجودة الفكر في إدارة شؤون الأمة فما يصلحها يأمرها به وما يفسدها ينهاها عنه، وبسطة الجسم وهو الكمال الجسماني المستلزم لصحة الفكر والعقل، لأنه كما ورد: العقل السليم في الجسم السليم.