الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٨٩
نعم. أهل البيت " فاقوا جميع العالم بكل فضل وفضيلة وآتاهم الله من الفضل والعلم ما لم يؤت أحدا من العالمين وذلك لعظيم أعمالهم الصالحة وإخلاصهم بها لوجه الله تعالى فبالنسبة إلى السخاء تراهم سلكوا أعلى مصاديقه وهو الإيثار على النفس بالطعام والمال كما شهد لهم بذلك القرآن المجيد بالآيات الكثيرة التي منها غير ما تقدم ما ذكره المفسرون والمحدثون من الخاصة والعامة. ان عليا أمير المؤمنين (ع) لم يكن يملك ذات يوم إلا أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية فأنزل الله فيه: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ([البقرة / 275] (1).
إيثار علي (ع) نفس رسول الله (ص) على نفسه ولم يقتصر علي (ع) على الإيثار بالطعام والمال بل آثر رسول الله (ص) على نفسه حينما بات علي على فراشه ليلة الهجرة، وكانت الأعداء من قريش قد صممت على قتله ووقاه علي بنفسه في سبيل الله وطاعته.
وانظر إلى جزاء الله جل وعلا له على ذلك الإيثار بالنفس حيث يروي الخاصة والعامة من المفسرين والمحدثين (2) ومنهم الغزالي في (إحياء العلوم) وتقي الدين في (ثمرات الأوراق) وهذا نص عبارتهما، قالا: ولما بات علي

(١) روى نزل الآية الكريمة في علي (ع) عدة كثيرة من أكابر العامة فضلا عن الخاصة. راجع تعليقات إحقاق الحق لشهاب الدين ج ٣ ص ٢٤٦ - ٢٥٢.
(٢) ذكر نزول الآية في علي عظماء المفسرين والمحدثين من أهل السنة، كما ذكر الكثير منهم مباهاة الله به. راجع تعليقات إحقاق الحق ج 3 ص 24 - 38 و ج 6 ص 479 - 481، وراجع أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 83.
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 298 299 300 ... » »»