في الحديث: من قضى لأخيه المؤمن حاجة قضى الله له اثنين وسبعين حاجة.
أما كيفية سقيه لأغنامهما على ما جاء في بعض الأخبار انه سأل منهما: هل بقربكما ماء؟ قالتا: نعم بئر واحدة عليها صخرة قد غطيت بها لا يطيق رفعها إلا نفر من الرجال، وفي نص: لا يطيق رفعها إلا عشرة رجال أو أكثر، فأتى إلى البئر ورفع تلك الصخرة بيده وحده ونحاها ثم سقى لهما ولم يستق إلا دلوا واحدا كبيرا بحيث ارتوت الأغنام به ثم أعاد الصخرة إلى مكانها ورجعت المرأتان إلى أبيهما بالأغنام مبكرتين، فقال لهما أبوهما: ما أعجلكما هذا اليوم؟ قالتا: وجدنا رجلا صالحا رحمنا فسقى لنا أغنامنا فقال لإحداهما فاذهبي إليه وأدعيه إلي فجاءت راجعة إليه.
هذا وقد تولى موسى (ع) إلى ظل شجرة هناك يستظل بظلها كما قال تعالى: (فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ([القصص / 25]، أي انصرف إلى الظل ليستريح فيه والحر شديد وقد أضر به الجوع لذلك قال: (رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير (ويقول أكثر المفسرين انه سأل ربه طعاما يسد به جوعه ويستعين به على الأعمال الصالحة ويقوى عليها، وقد ورد هذا المعنى عن الإمامين الباقر والصادق (ع) وفي نهج البلاغة أن عليا قال: والله ما سأله إلا خبزا يأكله، وعن النبي (ص) انه قال: انه يومئذ فقير إلى كف من تمر.
نعم. انه يأوى من جهة إلى ظل مادي وهو الشجرة ليستظل بها من حرارة الشمس وحرارة الوقت ومن جهة أخرى يأوى إلى ظل الله الكريم