الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٨٥
محمدا رقيق شفيق رحيم فاحملنا إليه ولا تعجل علينا وصاحبنا كان يعد بألف فارس.
فقال النبي (ص): أما الصوت الأول الذي حاكى مسامعك فصوت جبرئيل وأما الصوت الآخر فصوت ميكائيل، قدم إلي أحد الرجلين فقدمه علي (ع) فقال النبي (ص) له: قل: لا إله إلا الله واشهد أني رسول الله. فقال: لنقل جبل أبي قبيس أحب إلي من أن أقول هذه الكلمة، فقال: أخره يا أبا الحسن وأضرب عنقه فضرب علي عنقه ثم قال: قدم الآخر فقدمه فقال: قل لا إله إلا الله واشهد أني رسول الله فقال: ألحقني بصاحبي، قال: أخره يا أبا الحسن وأضرب عنقه فأخره وقام أمير المؤمنين ليضرب عنقه فهبط جبرئيل فقال: يا محمد ان ربك يقرؤك السلام ويقول لك: لا تقتله فإنه حسن الخلق سخي في قومه، فقال رسول الله (ص) ذلك لعلي.
فقال الرجل وهو تحت السيف: هذا رسول ربك يخبرك؟ قال نعم، فقال: والله ما ملكت درهما مع أخ لي قط إلا أنفقته ولا تكلمت بسوء مع أخ لي ولا قطبت وجهي في الجدب - أي في القحط - وأنا اشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقا. فقال (ص): هذا ممن جره حسن خلقه وسخاؤه إلى جنات النعيم (1).
نعم هكذا كانت عاقبته حسنة لسخائه وحسن أخلاقه فوفق للإسلام والإيمان.

(١) راجع (الخصال) للصدوق باب الثلاثة ص 94، وكتاب (الاثني عشرية) ص 97 - 98.
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»