الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٨
بالسهر والحمى (متفق عليه). وكذلك العكس فيما إذا حصل التأثر أولا للروح مثل تأثرها بالهم والغم ترى أن ذلك يؤثر على الجسم فينهكه ويضعف قواه، بل أن أكثر أمراض الجسم تتكون من الهموم والغموم، ومن هنا قال إمام الحكماء علي أمير المؤمنين (ع): الهم نصف الهرم، فالهم صفة للروح والهرم صفة للجسم وحيث أن الروح تأثرت بالغم أثر ذلك أيضا على الجسم.
الروح تمرض كما يمرض الجسم وإذا علمنا أن الإنسان مكون من روح وجسم وأن الاتصال بينهما وثيق فلنعلم ثانيا أن الأجسام البشرية كما تمرض وتفقد صحتها وتحتاج إلى العلاج عند مرضها بما يعدل انحرافها ويعيد إليها صحتها المفقودة، كذلك الأرواح فإنها تمرض أيضا بانحرافها إلى الرذائل والصفات الذميمة وتحتاج إلى العلاج عند مرضها بما يعدل انحرافها حتى تكون متصفة بالفضائل والصفات الحميدة من العقائد الحقة والعبادات الصحيحة والأخلاق الفاضلة.
ولكننا - وياللأسف - نرى الكثير والكثير من الناس إلا من عصم الله يهتمون الاهتمام البالغ الكبير بالأمراض الجسمية ولا يهتمون أدنى اهتمام بالأمراض الروحية في حين - لو فكرنا جيدا لعلمنا - أن الإنسان إنسان بروحه لا بجسمه فحينما يحدث الإنسان عن نفسه فيقول: أنا، قطعا يقصد نفسه المتصفة بصفاتها الخاصة بها من العقل والتفكير والإرادة وما إلى ذلك من صفاتها الأخر وإذا كان ذلك كذلك إذا لم لم يهتم - على
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»