ومنها قوله تعالى: (وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور ([فاطر / 23].
وخلاصة معاني هذه الآيات وغيرها: كما إنك لا تسمع من في القبور من الأجسام الميتة ولا تسمع الصم المدبرين ولا تهدي العمي الضالين كذلك لا تسمع ذوي الأرواح الميتة التي تخلت عن العقل بما تهديهم به من نصائح الشرع والدين الموحى إليك.
فعلى الإنسان العاقل إذا شعر بمرض نفسه ورآها قد تغلبت عليها الرذائل من الصفات وسيطرت عليها الشهوات أن يعالجها بالسرعة الممكنة ليعيد إليها صحتها المفقودة التي كانت عليها يوم كانت سليمة من الرذائل قبل أن تموت، وحينئذ لا ينفع فيها أي علاج مهما كان نوعه ولا أي معالج مهما كان حكيما عارفا إلا من شاء الله.
الدين هو العلاج الناجح للأمراض الروحية ولقد عالج الحكماء والفلاسفة في الشرق والغرب تلك الأدواء النفسية والأمراض الروحية بأنواع العلاجات منذ العصور الغابرة حتى اليوم ووضع علماء النفس وأساتذة التربية أحكم القوانين وأتقن النظم والقواعد - بزعمهم - لإصلاحهم فلم يفلحوا بما وضعوا ولم يجدوا لها علاجا حاسما ولم يعثروا على دواء ناجع لعلاجها سوى الدين السماوي الذي هبط على الرسل والأنبياء ليرفع هذه الإنسانية من حضيض الرذائل والجهل إلى مرتفع الفضائل والعرفان.